1 ـ رشاد أبو شاور/ أولاد و بنات
صفحة 1 من اصل 1
1 ـ رشاد أبو شاور/ أولاد و بنات
1ـ رشَاد أبو شَاور
أولاد وبنات
كانوا في باص يسير في شوارع المدينة.
قال الأول:
-هل رأيت، كم كنا جميلين؟ الحب حلو.
أجابه الثاني:
-سينما ليس إلا.
-أنت مخطئ، إنهم، هناك يمارسون الحب في وضح النهار، الدنيا هناك غير هنا.
أخرج الفتى الثاني بطاقتي السينما من جيب قميصه الخاكي، ومزقهما، وقال لرفيقه:
-لو وجدتهما أمي، ستشكوني لأبي، وبهذا أخسر المصروف.
سأل الأول:
-ماذا سيفعل بنا مدرب الفتوة؟ إننا نتغيب للمرة الثانية.
هزت رأسها إحدى الفتاتين الجالستين في المقعد أمامهما، فارتعش شعرها الأسود المضفور، ولامس أصابع الفتى الأول، فقال وهو يخرج من جيب قميصه الخاكي نصف سيكارة ملفوفة بمحرمة ورقية، وسبق أن دخن جزءاً منها:
-إيه، هناك الحب رائع، ليس مثل عندنا، هنا تدوخ وأنت تغازل البنت، فلا تأبه لك. اللعنة على الزواج. إذا لم أحب، لن أتزوج.
قال الثاني:
-أرأيت كيف صفعته حين اكتشفت خيانته لها.
قال الأول، وهو ينفث الدخان، ويمد رأسه من النافذة، ليرى صفحة وجه الفتاة:
-يستحق. أمام ذلك الجمال أبيع عمري.
قال الثاني:
-مجرد سينما. ماذا تظن؟ لا يوجد حب حقيقي..
قاطعه الأول:
-ماذا تفهم في الحب؟
قالت ذات الضفائر السوداء:
-هل رأيت؟ يا إلهي كم هو جميل، بطل الفيلم. عرف كيف يصل إلى قلب الفتاة. غني، ووسيم.. ورياضي.
استفسرت الثانية باندهاش:
-أي فيلم؟
لكزتها ذات الضفائر، ففهمت الثانية.
-آآه.. إنه وسيم، وظريف.. لقد ماتت بين ذراعيه..
تذكرت ذات الضفائر، فيلم "قصة حب" فتمنت لو أنها البطلة، وتمنت، أيضاً، ألا تموت في نهاية القصة. تنبهت من استغراقها الحالم على صوت رفيقتها، ولكزة خفيفة في الخاصرة.
-كان يستحق الصفعة، أليس كذلك؟
-آه.. ولكنها كانت قاسية معه.
أصابع الفتى الملاصق للشباك تتحسس ذؤابات الضفائر بحذر، يدخن بعصبية، يلتفت بين الفينة والأخرى ليطمئن إلى أن أحداً لا يراه.
الباص يواصل رحلته. صمتوا: الأولاد، والبنات، ولكن لغطاً وسعالاً، وغناء ينبعث من المذياع، وهواء يندفع من النوافذ المفتوحة يجعل جوف الباص خلية نحل، طنين مخدر، وشمس قوية، حارة في الخارج، وأبنية تتوالى.. ومع توالي المواقف، يتناقص الاكتظاظ، وتتراشق العيون النظرات بسرعة. وقفت الفتاتان، أدارتا وجهيهما، التقت الأعين. قفزتا من جوف السيارة إلى الرصيف، وواصل الباص رحلته.
قال الأول:
-هل رأيت، كم كنا جميلين؟ الحب حلو.
أجابه الثاني:
-سينما ليس إلا.
-أنت مخطئ، إنهم، هناك يمارسون الحب في وضح النهار، الدنيا هناك غير هنا.
أخرج الفتى الثاني بطاقتي السينما من جيب قميصه الخاكي، ومزقهما، وقال لرفيقه:
-لو وجدتهما أمي، ستشكوني لأبي، وبهذا أخسر المصروف.
سأل الأول:
-ماذا سيفعل بنا مدرب الفتوة؟ إننا نتغيب للمرة الثانية.
هزت رأسها إحدى الفتاتين الجالستين في المقعد أمامهما، فارتعش شعرها الأسود المضفور، ولامس أصابع الفتى الأول، فقال وهو يخرج من جيب قميصه الخاكي نصف سيكارة ملفوفة بمحرمة ورقية، وسبق أن دخن جزءاً منها:
-إيه، هناك الحب رائع، ليس مثل عندنا، هنا تدوخ وأنت تغازل البنت، فلا تأبه لك. اللعنة على الزواج. إذا لم أحب، لن أتزوج.
قال الثاني:
-أرأيت كيف صفعته حين اكتشفت خيانته لها.
قال الأول، وهو ينفث الدخان، ويمد رأسه من النافذة، ليرى صفحة وجه الفتاة:
-يستحق. أمام ذلك الجمال أبيع عمري.
قال الثاني:
-مجرد سينما. ماذا تظن؟ لا يوجد حب حقيقي..
قاطعه الأول:
-ماذا تفهم في الحب؟
قالت ذات الضفائر السوداء:
-هل رأيت؟ يا إلهي كم هو جميل، بطل الفيلم. عرف كيف يصل إلى قلب الفتاة. غني، ووسيم.. ورياضي.
استفسرت الثانية باندهاش:
-أي فيلم؟
لكزتها ذات الضفائر، ففهمت الثانية.
-آآه.. إنه وسيم، وظريف.. لقد ماتت بين ذراعيه..
تذكرت ذات الضفائر، فيلم "قصة حب" فتمنت لو أنها البطلة، وتمنت، أيضاً، ألا تموت في نهاية القصة. تنبهت من استغراقها الحالم على صوت رفيقتها، ولكزة خفيفة في الخاصرة.
-كان يستحق الصفعة، أليس كذلك؟
-آه.. ولكنها كانت قاسية معه.
أصابع الفتى الملاصق للشباك تتحسس ذؤابات الضفائر بحذر، يدخن بعصبية، يلتفت بين الفينة والأخرى ليطمئن إلى أن أحداً لا يراه.
الباص يواصل رحلته. صمتوا: الأولاد، والبنات، ولكن لغطاً وسعالاً، وغناء ينبعث من المذياع، وهواء يندفع من النوافذ المفتوحة يجعل جوف الباص خلية نحل، طنين مخدر، وشمس قوية، حارة في الخارج، وأبنية تتوالى.. ومع توالي المواقف، يتناقص الاكتظاظ، وتتراشق العيون النظرات بسرعة. وقفت الفتاتان، أدارتا وجهيهما، التقت الأعين. قفزتا من جوف السيارة إلى الرصيف، وواصل الباص رحلته.
صفحة 1 من اصل 1
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى